مريم درويش، أول إمرأة إماراتية تعمل في مجال صيانة السيارات في دبي. خرقت القواعد والنموذج الذكوري لهذه المهنة بكل جرأة.تحدّت أهلها، أقرباءها والمجتمع لتمارس المهنة التي تحبها.
هكذا شقت مريم طريقها نحو الاستقلالية وحقّقت حلمها بالرغم من كل التحديات والمصاعب.
تحديات وصعوبات
تزوجت مريم في الثانية عشرة من عمرها، وهي اليوم أماً لأربعة أولاد. أرادت تحصيل علمها، ولكنها وضعت طموحها تحت نير زوجها المتشدد والتقليدي الذي يجد أن لا مكانة للمرأة إلا في المنزل.
في مطلع الثلاثين من عمرها ، رأت درويش أنه يتوجب عليها مواكبة أبنائها على الصعيد العلمي، فتحدت زوجها، واختارت طريق المعرفة. حاولت عبثاً إقناع زوجها بأن يسمح لها بالخروج من أجل العلم، فحصل الطلاق. أما أولادها فوقفوا إلى جانبها، ساعدوها ودعموها في كل خطوة.
قامت بدورات في اللغة الإنكليزية، وأصبح طلاقها، دافعاً أساسياً لها للبحث عن وظيفة. أتاحت لها فرصة للعمل في مجال الفندقية والضيافة، لكنها رفضتها، لكونها لا تتناسب مع التقاليد التي تربت عليها. على غرار ذلك، قررت أن تخوض مجالاً، لم تتجرأ أية إمرأة اماراتية أن تخوضهمن قبل. التحقت بدورة تدريبية في ميكانيك السيارات، لتبدأ مسيرة جديدة في حياتها.
العمل الشاق
منذ صغرها، ظهر في مريم شغفها للسيارات والسباقات. وهي في سن السابعة تعلمت على أيدي أشقائها كيف تستبدل وتركب أجزاء وقطع السيارة. و كانت تأخذ سيارة العائلة خلسةً لتقودها في صحراء العين مع أخيها.
هذا الحب للمهنة التي اختارتها مريم، جعل من صعوبتها متعة لها. فبالرغم من كل الجهد الجسدي الذي يتطلبه تصليح السيارات، لم تستسلم يوماً. تغلبت على كل الضغوطات البدنية والذهنية التي يواجهها أي رجل في هذه المهنة. تحملت حتى، الظروف الشاقة التي لا محالة منها، كالعمل أمام محركات السيارات في فصل الصيف، وغيرها...
صبرت وإعتنت بكل سيارة كأنها سيارتها الخاصة، فأثبتت جدارتها وكفاءتها في المجال حتى اكتسبت ثقة العملاء والزبائن.
تشغل اليوم منصب المشرفة على مركز صيانة "لكرس"، "تويوتا" في دبي.
كسرت تقاليد مجتمعها، تحدت كل من وقف في وجهها، ونافست الرجل في مهنته. مريم درويش، عززت المساواة بين الجنسين من خلال جرأتها وإيمانها بنفسها.
أصبحت مثالاً لكل فتاة عربية في تحقيق أحلامها، مهما كان هذا الحلم. فالشغف يحقق المستحيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق